خاص- حفل “كاسيت ٩٠”، دموع وابتسامات ومفاجآت من زمن التسعينيّات في جدّة

عاد الزمن اكثر من ٢٥ عامًا الى الوراء في جدة بالمملكة العربية السعودية ليل أمس الأربعاء، بحضور حشد عربي غفير استرجع نوستالجيا التسعينيّات في حفل أطلق عليه ” كاسيت ٩٠”، أحياه عدد كبير من نجوم مصر ختموا القرن الماضي على أجمل الذكريات وأمتع الاغنيات.

ففي عروض ساحرة بالصوت والمؤثرات البصرية والحضور المبهر، توالى عدد من نجوم الغناء المصري من زمن التسعينيّات على المسرح، مستعرضين على انفراد ومن ضمن دويتو  غنائي، عددًا كبيرًا من الأغنيات الايقاعية الحماسية الخالدة، والرومانسية التي طبعت عقدًا من الزمن، وسط هتافات حضور لا يزال على تماس مع ذلك الأرشيف الفنيّ النادر، مردّدًا بانسجام كليّ كلمات غنائية لا تزال عالقة بين الذاكرة والقلب.

ومن ذلك الزمن الجميل العابق بالحنين، أطلّ الفنان هشام عباس في عدد من الأغنيات التي تحفر صدى في البعيد، فألهب الحماس ضمن ايقاعات سريعة مختارًا باقة من النجاحات يتقدمها “ناري نارين” التي استعاد حركاتها الاستعراضية الراقصة على المسرح، و”بتقول عليّ مجنون” أفاضت مزيدًا من حماس.

بدوره حرّك الفنان مصطفى قمر الأجواء على طريقته الخاصة مسترجعًا “السود عيونه” و”الليلة دوب” التي استعاد من خلالها طاقة شبابيّة تذكّر باندفاع جيل لم يختبر متعته سوى من عاصر ذلك الزمن ويرفض الانزلاق منه.

والى المسرح صعدت الفنانة سيمون محييةً نجومية استمرّت في الطليعة على مدار عشرات السنوات من القرن الماضي، مستعيدة “مش نظرة وابتسامة”، موجّهةً الانظار الى إطلالتها البيضاء الأنيقة، ومستحضرة ابتسامة الحاضرات في الحفل اللواتي شعرن وكأنّ ذواتهن تتسلّل من داخلهن بحثًا عن مشاعر حبّ اختبأت عميقًا في وادي  الذكريات.

وما كادت سيمون تخلي المسرح حتى وافاها البه الفنان محمد محيي صادحًا ” قادر وتعملها” فأرخى لحظات من الانفعال الشديد حيث بدا التأثر على وجوه من حضروا وتذكروا وهالهم ان يعودوا الى حاضرهم ما ان يتوقّف محيي عن الغناء.

على ان تأثر الجمهور سرعان ما تلاشى لدى رؤية الثنائي حميد الشاعري وهشام عباس يخترقان الكواليس باتجاه المسرح وسط حالة من الذهول والدهشة. وما ان انطلقت موسيقى “عيني” حتى تأهّب الجمهور في مقاعده، مرافقًا نجمَيه الغناء، كلّ على ليلاه.

وتتوالى المفاجآت غير المنتظرة تباعًا، فيطلّ الفنان محمد الحلو في ظهور لم يتوقّعه أحدٌ بعد غياب طويل ناتج عن وعكة صحيّة ألمّت به، فانهال التصفيق من كلّ زاوية من المسرح وتعالت الهتافات مرحّبةً به، فلاقاهم الفنان المحبوب بأجمل ما غنّى من شارات مسلسلات ، أبرزها” ليالي الحلميّة”، ” زيزنيا” و” يا عمار يا اسكندرية”.

والسهرة لا تزال في أوج نشاطها، ومشهدية كاسيت التسعينيّات لا تزال تنتظر مطربَين عالقَين في شريطها، أحدهما الفنان خالد عجاج الذي استدرك لحظات انسجام الجمهور مع ماضيه غير راغب التفلت منه، فمدّه بشحنة عاطفيّة زائدة تمثلّت بأغنية “أصعب حبّ” حتى لبدا من خلال كلمات الأغنية وكأنّ الجمهور قد استبدل الحبيبة بماضٍ ملغوم بالمنسيّات.

ولا تحلو السهرة من دون ايهاب توفيق، كيف لا والجميع بانتظار “تترجى فيّا، تبكي عليّا” حابسين دمعة تحتاج الى من يلفظها خارج العين، حتى أطلّ توفيق منشدًا رائعته فبكى وأبكى.

لعلّها ذروة الانتشاء في حفل مليء بالمفاجآت وروائح الذكريات من توقيع المخرج المبدع كميل طانيوس الذي تألق كالعادة مسطرًا اجمل وأرقى وأهم النجاحات في مسيرته الفنية خاصة أن الحفل تمّ نقله عبر شاشة “ام بي سي مصر” حيث تسنى للملايين حول العالم مشاهدته والاستمتاع بكل تفاصيله.

والأهمّ ما حصل في الحفل استعادة نجاحات وأصوات ينبغي ان لا تبقى مجرّد صلة وصل مع الماضي، وكاسيت سيعود الى مكانه في الدرج بانتظار من يشغّله ثانية، طالما لا تزال أصوات منشديها تبهر وتجذب وتخلق أجواءً نابضةً بالأحلام والأمجاد.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com