خاص- تفاصيل الحلقة الأخيرة من مسلسل “عَ أمل”…فهل من أمل؟ 

“فشة خلق” هو العنوان الأبرز والأصدق للحلقة النهائية والمنتظرة من مسلسل “عَ أمل” الذي تابعه الجمهور في لبنان والوطن العربي خلال شهر رمضان المبارك وهو من انتاج ايغل فيلمز/جمال سنان.

شهدت الحلقة الأخيرة من مسلسل “عَ أمل” العديد من الأحداث المشوّقة التي تحبس الأنفاس، فبعد ان تخبر ورد (ديما الجندي) يسار (ماغي بو غصن) عن خطط وأسرار نيبال (مهيار خضور) للإنتقام منها، تقرّر يسار الإنتقام من نيبال على الرغم من تحذير شقيقها  رباح (طلال الجردي) وحبيبها  جلال (بديع ابو شقرا) بالا تواجهه لأنه سيؤذيها، لكنها أصّرت على مواجهته منفردة للكشف عن دليل ضده .

لكن نيبال يلاحظ ان يسار علمت بحقيقته بعد ان شاهدها تبحث في حقيبته بعد عودته من بيروت الى قرية كفرحلم لتجد دليلاً يدينه، ثم يستمع إليها وهي تتحدّث مع جلال على الهاتف لتطمئنه ألا يخاف عليها من نيبال وأنها ستجد دليلاً يجعله يمضي بقيّة حياته في السجن.

في هذه اللحظة يقتحم نيبال الغرفة رافعًا مسدسه في وجه يسار فيقوم بتكبيل قدمَيها ويدَيها ويُجلسها على كرسي أمامه ويخبرها بانها السبب في موت إبنتَيه الصغيرتَين بعد ان شجعت زوجته على الهرب منه والسفر الى أميركا.

ويروى نيبال قصته حيث يخبر يسار ان المرأة التي ارسلت لها رسالة نجدة لمساعدتها على الهرب من زوجها الذي يضربها بسبب اصابتها بإكتئاب ما بعد الولادة هي زوجته التي ساعدتها يسار على الهرب منه لكنها لم تكن تعلم ان زوجته مريضة نفسيًا منذ صغرها وانه تخلى عن حب حياته “ورد” من أجلها وتزوّجها بعد ان حملت منه بعد علاقة عابرة، ليكتشف بعد الزواج أنها تعاني من أمراض نفسية لذلك خاف على إبنتَيه واراد ان يأخذهما منها.

وعندما ساعدتها يسار على الهرب الى اميركا قامت زوجته بقتل إبنتَيه ثم قتلت نفسها، ما استدعى دخول نيبال الى المصحّ للمعالجة من الاكتئاب بعد محاولات انتحار عدّة .

واتهم نيبال يسار بأنها مسؤولة عما حصل لأنها لم تسمع القصّة من الطرفَين .

ثم يترك نيبال يسار في منزل والدتها بعدما اقفل عليها الباب بعدما اكّد لها انه لم يكتفِ بما فعله بها وبشقيقتها رهف التي تسبَب بمقتلها، بل سينتقم من ابنتَي شقيقها ريا وهديل ويفضح سرّهما أمام والدهما وتوعّد بأنه لن يتوقّف قبل ان يحرمها من ابنتَيها ملاك وفرح.

وفي مشهد آخر، تجتمع نساء قرية كفار حلم ويقررن مساندة يسار من خلال خطة محكمة للإيقاع بسيف (عمار شلق)  بالإتفاق مع فرح (ماريلين نعمان)، ويقرّرن وضع هاتف في سيارة سيف من اجل تعقّبه بعد ان تخبره ابنته ريا (ريان حركة) حقيقة زواجها من ابن خالتها الذي لا تحبّه وانها غير محجبّة وتدرس في الجامعة في بيروت، رغم تحذير بعض نساء  العائلة من عواقب فعلتها في حين وعدت فرح انها ستتواصل مع جنرال في قوى الامن صديق والدتها لتنسّق معه حول تفاصيل الخطّة.

 في هذا الوقت يرسل نيبال صور “ريا”  لوالدها “سيف” ليفضحها، فيقرّر سيف غسل عاره وقتل ابنتَيه ريا وهديل فيأخذهما الى النهر ويصطحب معه صهره ويطلب منه قتلهما، في الوقت نفسه تتصّل فرح بالشرطة لتخبرهم بما حدث .

وفي مشهد آخر، يتساءل الجميع من أرسل الصور لسيف، فيذهبون الى منزل يسار، حيث كانت تئن من الألم.

 وفي مشهد مؤثّر وقوي تتكاتف نساء عائلة حلم معاً و يكسرن الباب لإنقاذ يسار التي تقرّر ان  تأخذ  السلاح وتذهب الى النهر فتصل في الوقت المناسب وتمنع “سيف” من قتل ابنتَيه، فيحاول تهديدها وقتلها لكنها توجّه سلاحها عليه وتطلق رصاصة عليه لتصيبه في بطنه فيقع أرضًا لكنه لا يموت الا انهيحاول من جديد قتل يسار ويصيبها برصاصة في بطنها، وفي مشهد قوي ومؤثّر يُطلق رباح النار على سيف لينقذ سهاد فيقتله .

ونشاهد في نهاية الحلقة أن جميع موظفي التلفزيون الذي تعمل فيه يسار في حالة حزن بسبب ايقاف البرنامج ويعبرون عن شوقهم ليسار فيعتقد المشاهد انها توفيت، لكنها تظهر فجاة بأبهى حلّة وإطلالة لتقدم الحلقة الأخيرة من برنامج “عَ أمل” وتوجّه رسالة لجمهورها بأنها ستترك العمل الإعلامي والتلفزيوني وتتفرّغ لرعاية ابنتَيها والعمل مع  الجمعيات الاجتماعية فتأتي على ذكر جمعية “حماية” لحماية الأطفال من العنف مع العلم ان ماغي بوغصن سفيرة لهذه الجمعية في الحياة الواقعية.

وتشدّد “يسار” في رسالتها الأخيرة على عدم إدانة جميع الرجال او جميع النساء وعدم التطرّف لمصلحة اي منهما لأن هناك نساء ورجال غير أسوياء وبالتالي مناصرة المرأة “عالعميانة” ليس امراً صحيّاً .

 ويتزوج رباح في نهاية الحلقة من حب حياته  ضحى (كارول عبود)، وتتزوج هديل من حبيبها. وفي مشهد رومانسي عاطفي  تقدّم يسار خاتم  الزواج لجلال، فيطلب منها ممازحاً ان تركع كما يفعل الرجال ان كانت تؤمن حقاً بالمساواة، وعندما لا تعترض يسار على ذلك، يمنعها جلال جازماً أن المرأة لم تُخلق لتركع بل لتبقى  قوية وشامخة.

اما نهاية نيبال فتكون في البقاء في مصحّ نفسي، حيث يظهر وهو ينتهي من قراءة كتاب يسار “كفر حلم” وفي الخلفية مشنقة في غرفته من صنعه وكأنه اتخذ قراراً بالإنتحار . كما يعاقب زوج يسار السابق عقيل بالدخول الى  السجن.

ويتجسّد الأمل في المشهد النهائي من المسلسل حيث نشاهد يسار مع إبنتَيها ملاك وفرح وسط الطبيعة في “الضيعة” وهن يمرحن ويتعانقن ويضحكن حيث ذيّل المشهد ب “البداية” وليس النهاية.

في الخلاصة، نجح مسلسل “ع أمل” في إيصال رسالة رائعة لكل امرأة معنّفة في العالم ولكل امراة تخاف او لا تجرؤ  على التغيير ولا تجرؤ ان تقول كلمة “لا” وتخاف أن  تطالب بحقّها ولكل امرأة مظلومة في العالم التي عليها ان تنتفض وتواجه الظلم لأن ليس هناك شيئاً مستحيلاً.

وفي نهاية المسلسل كنا نتمنى لو ان نيبال وسيف نالا مزيداً من العقاب في أكثر من مشهد وأكثر من حلقة وأكثر من لحظة درامية، قبل ان تكون نهايتهما الموت فيكونا عبرةً لكل رجل ظالم مجرم ودرساً لكل من تخوّله نفسه تحقير المرأة، تعنيفها او قتلها.

كما كنا نتمنى أن تُعطى نساء العائلة مساحة أكبر للتعبير عن قهرهن ومواجهة “سيف” بشجاعة ضمن حوارات درامية لا شك انها ستكون ذات وقع قوي على المُشاهد.

كما تمنيّنا لو ان “سيف” رحل نادماً ولو قليلاً وان يتعذّب نيبال اكثر قبل ان يموت حتى ولو كان مظلوماً، لأن ما فعله شكل ظلماً اكبر على شخصيات لا ذنب لها.

وكنا نتمنّى ان نستمع الى الحوار الذي دار بين ورد حبيبة نيبال ويسار لأن كشف الحقائق وردّة فعل الضحية وصدمتها، كانت لتكون من المشَاهد المؤثرة والمفضّلة لدى الجمهور.

مما لا شك فيه ان مسلسل”ع أمل”  حمل على عاتقه رسالة إجتماعية،عائلية وإنسانية كبيرة وتفوّق على الكثير من المسلسلات التي عُرضت خلال  شهر رمضان بالمضمون القيّم والكاست المبدع والانتاج الكبير والاخراج الممتع وكنا نتمنى الا تنتهي أحداثه ابداً  فنتابع كيف ستعيش نساء عائلة سيف من بعده وكيف سيكون طعم الحرية بعد الاستبداد والظلم وأي تغيير ستشهده قرية كفرحلم بعد الاذلال والالغاء وكمّ الافواه الذي تعرّضت له النساء اللواتي سحقها رجالها.

وكم تمنينا ان نعيش قصة حب يسار وجلال ونشاهد يسار تستيقظ صباحاً الى جانب جلال الذي يحضّر لها الفطور وان نشارك ريّا فرحتها بالتخرج  من الجامعة وتحقيق حلمها وان نرى ضحى  حاملاً .

لا شك ان هناك “حبل سري” إنقطع بين المسلسل والمُشاهد الذي لم يشبع من أحداثه فتمنّينا لو يتم الاعلان عن جزء ثانٍ من المسلسل ليتسنى لنا لقاء الجميع من جديد. فعائلة “حلم” المتشعِّبة والمعقدّة التي عجزت ندين جابر عن شرحها للمشاهدين في بداية المسلسل، اصبحت جزءاً من يومياتنا، من غضبنا؛ من ضحكاتنا ومن ألامنا وآمالنا وهذا هو “الدفىء” الذي تحدثنا عنه في بداية عرض المسلسل حيث شعر المشاهد بالانتماء الى كل فرد من العائلة ، الى لحظاتهم السعيدة والتعيسة على حدّ سواء…

والشكر في النهاية واجب لكل من ساهم في انجاح هذا المسلسل الفريد، بدءاً من شركة إيغل فيلمز المنتجة للعمل، والكاتبة  المبدعة ندين جابر والمخرج المتميّز رامي حنّا، وصولاً الى “وحشة” التمثيل ماغي بو غصن التي اثبتت ان  مسلسل “للموت” لم يثبّت نجوميتها عربياً كما ادعى البعض، انما موهبتها الفذّة والفريدة هي من صنعت هذه النجومية التي تخطت حدود الوطن وكل التوقّعات، دون ان ننسى بالتأكيد جميع الممثلين المشاركين في العمل الذين أُختيروا بعناية كبيرة، وهنا لا بد من توجيه التحية لكل الممثلين اللبنانيين الذي صنعوا الفرق الكبير في هذا المسلسل ليرفعوا الصوت عالياً وليؤكدوا أن الدراما اللبنانية ليست درجة ثانية، إنما درجة أولى، شرط ان تتوفّر لها الإمكانات اللازمة وشركة إنتاج مؤمنة بالممثل اللبناني.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com